الخميس، 8 يناير 2015

أسباب السعادة


أوّلا يجب على كلّ من يقرأ كلامي أن يركّز جيّدا، لأنّ في هذا الكلام بالذّات فائدة عظيمة بإذن الله، وهذه الفائدة تخص النّاس أجمعين، لأنّي سأتكلّم عن السعادة ولا شكّ أنّ جميع النّاس يبحثون عنها.

أنا لست مختصّا في علم النفس أو ساحرا أونبيّا أو رسولا ، لكنّني عشت جنّة في الأرض وشعرت بسعادة المؤمنين الصّالحين، دعوني أروي لكم ماذا جرّبت وماذا عشت من سعادة في حياتي.

الأطفال يجعلونك تعيش لحظات لا تنسى.

كنت أعاني من خيبة أمل لا مثيل لها لأنّه كان لديَّ حلم كبيرو لم تشأ الأقدار أن يتحقّق، فكاد عقلي أن ينفجر من الغظب والحزن وفكّرت حينها في الإنتحار، لكنّني تمالكت نفسي  وذهبت لممارسة السباحة على الشاطيء لعلّ غظبي يزول، فصادفت هنالك أطفالا صغارا، كانوا يسبحون ويلعبون مثل الملائكة، فدون أن أشعر وجدت نفسي ألعب معهم وأتسلّى كأنّني طفل مثلهم، فغمرتني حينها سعادة لا مثيل لها على الإطلاق، من كثرة السعادة كنت أفكّر وأتساأل! لماذا كنت غاظبا قبل قليل؟ والعجيب أنّي لم أذكر سبب غظبي ولم أذكر أنّي كنت غاظبا أصلا.

عندها أدركت أنّ الاطفال بدون أن يشعروا وبدون قصد منهم يجعلونك تعيش أحسن اللحظات في حياتك، لحظات مهما طال الزّمن ومهما عشت من سنين وأعوام فإنّها تبقى في ذهنك ولن تستطيع نسيانها، من يستطيع أن ينسى ذكرياته السعيدة!

الإختلاء بترتيل القرءان يجعلك تعيش أجمل اللحظات.

هذا سبب من اسباب السعادة، وثاني شيء جعلني أشعر بأعظم سعادة في حياتي هو عندما كنت أجلس وحيدا في المسجد بعد الظهر أرتّل القرءان لساعات طويلة دون توقّف، عندما كنت أشعر بتلك النفحات من السعادة كنت أقول  في نفسي: لو أتى قارون وأعطاني كلّ ما يملك من مفاتيح على أن أتوقّف عن ترتيل القرءان لرفضت، كنت أحسّ حينها بخفّة ورشاقة وأشتمّ روائح طيبة لا أدري مصدرها وكنت أعشق رائحة نفسي عندما أكثر من التّرتيل.

الحفاظ على صلاة الجماعة يجعلك تعيش جنّةً في الدنيا.

وأخيرا. السّبب الّذي جعلمي أشعر بالسعادة أيضا هو: الحفاظ صلاة الجماعة في المسجد، كنت أصلّي بعض الصّلوات في البيت والبعض الآخر في المسجد، وأذهب متأخّرا للمسجد دائما، لكن ذات يوم كنت أجلس انا وأحد الأصدقاء، ثمّ جاء رجل كبير يعرفنا سلّم علينا ثمّ سأل صديقي فقال: لم أرك في المسجد فجر اليوم، ألم تأت للمسجد؟ فأجابه: لقد صلّيت في البيت. فقال له الرّجل: هل أنت أنثى؟ لأنّ الأنثى هي من تصلّي في البيت.

فاجأني ذلك الكلام كثيرا لأنّي بعد ذلك لم أعد أستطيع أن أصلّي الفرائض في البيت، كنت دائما أصلّي في المسجد مدّة أسبوعين لم أضيّع ولا صلاة، كنت أشعر بسعادة عظيمة لا أستطيع أن أصفها لكم في كلمتين، من جرّبها يعرفها. 

هناك مكان في قلب الإنسان لا يملأه إلّا ذكر الله، لو تفعل المعجزات من أجل أن تملأه بغير ذكر الله ما أنت بقادر. الّذين آمنوا وتطمأن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب، أي لا تطمئنّ القلوب إلّا بذكر الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق